ارحلوا
هو ذاك الطفل العالق بين حافتين، تمتصّان أيامه، وكلٌّ منها تبصقها دماً، في الاتجاه الذي يحلو لها، على حائطٍ مهترئ كروح مدينته.
تلك المدينة التي لم تملّ من لفظ انفاسها، تلفظها شباباً سبقوه الى الحياة وترميهم أحياءً أم أمواتاً في البحر.
ما زال صغيراً ليفهم ما يقال ولكن غداً، سيسلبون رائحة الصنوبر وزهور الليمون من جسده ولن يبقى فيه مكان إلا لفائض غبائهم وغضبهم. سيرث ذلك ويؤمن به دون ان يفقه شيئاً، سيتحوّل دميةً ويبقى كذلك. وان استفاق من هذا الهذيان سيصبح هائماً دون روح، دون وطن. بئس المصير، ارجعوا لي الصنوبر و زهور الليمون، يا من تعبقون برائحة الموت، اسمعوا، لكم غباؤكم وركام وطن، ولي ركنٌ مقدس يخبّئ ذكرى قبلة فارحلوا عنه.
Comments
U're right, we might be overwhelmed by the events and forget the price of all these controversies...
Al Jareedah,
Thx for the comment and the description.