تعليق..updated



أودّ التكلم مرة أُخرى عمّا يجري من أحداث. لن أدخل، كما يفعل غيري، في التفاصيل و التحاليل التأويليّة التي تستند الى معرفة حبة رملٍ لتعلّمنا كيف هي حال الصحراء، لكني اريد التكلم على المشاهدات التالية:

1- هناك نظرة عربية للبنانيين وللشعب اللبناني تلامس حدود العنصرية وتتخطاها، من خلال التصنيفات المبنية على أحكام مسبقة وإتهمات بالعنصرية كما يحلو لهم وكيفما اتفق. كلا لا دخل للعنصرية بمحاصرة الجيش اللبناني لمخيم نهر البارد، تمّ الكمن على الطرقات لأكثر من 15 جندي لبناني أثناء عودتهم من الخدمة العسكرية الى بيوتهم لقضاء مأذونياتهم مع عائلاتهم (وفي هذه الحال يكونوا غير مسلحين)، كُمن لهم وذبحوا بقطع الرأس وللجيش حق الرد على هذا الإجرام.
2- عن ردّة الفعل الشرسة للشعب اللبناني ودعوة بعضهم لتجاهل المدنيين في مخيّم نهر البارد، لا أقبلَ هذه الدعوات السخيفة وأدينها بشدّة لكني لا أستغربها فكل الشعب اللبناني يشعر بأنه مستهدف في عيشه وحياته من كل حدبٍ وصوب وعلى امتداد سنتين لم تهدأ التفجيرات، عمليات القتل والإغتيال والإعتداءات الإسرائيلية التي تضمنت حرب شعواء لمدة تخطت الشهر هذا بالأضافة الى الشحن والتوتير السياسي المستمر. اهترأت أعصاب الشعب اللبناني الذي يعيش حالة توتر وقلق مستمرّة منقطعة النظير ولايجوز التجني عليه بمثاليات لا تأخذ بعين الأعتبار واقع الأمور ، اللبنانيون بشر والانفعال صفة بشرية، هذا ولا بدّ من الأشارة هنا الى أن ظاهرة ردّة الفعل الشرسة لم تكن معمّمة ولا طاغية فقد سمعت شخصياً وقرأت الكثير الكثير من الآراء التي تدعو التى تجنيب المدنيين العالقين في المخيم.
3- هناك الكثير من اللبنانيين الذين لا يعرفون شيئاً عن جيشهم ولا يثقون به واعتبروا بأن الهجوم على فتح الإسلام سيقود أفراد الجيش الى الموت المحتم او بأن الجيش لا يستطيع الحسم إلا بالإبادة الشاملة للمخيم او غير ذلك، أقول لهم أفراد الجيش هم عسكريون كفوؤن وليسوا هواة يعلمون ما عليهم فعله، وقيادة الجيش قيادة تتمتع بخُلُقية وحنكة عالية لن تتأثر بالمزيادات الرخيصة من هنا وهناك. لم يتعمّد الجيش قصف المدنيين بل بالعكس تجنّب الحاق الأذى بهم و بعد يومين من المعارك والقصف المركز نزح أكثر من18000 لاجىء من المخيم وهو منطقة جغرافية غير كبيرة وذاتَ كثافة سكانية عالية، نزحوا وجميعهم بخير.
الجيش هو الجهة الوحيدة في لبنان التي ينطبق عليها قول جهة تتمتّع بحسٍّ وطني وسير الأحداث من العام 2005 حتّى الآن وطريقة تعامل الجيش معها خير دليل على ذلك.
4- لاحظتُ حملة خبيثة من الأكاذيب المبرمجة على الفضائيات العربية تضمنت الكثير من التجنيات أودّ التوقف عند بعضٍ منها:
- في اليوم الأول وبعد الإنتهاء من إقتحام المبنى فى الشارع الطرابلسي أصرت وسائل الإعلام تلك، في محاولة منها للتقليل من شأن المؤسسات الأمنية اللبنانية، بأن إقتحام المبنى فشل وأن ما أنهى الأزمة هو قيام المسلحون جميعهم بتفجير أنفسهم هذا وقد شاهدنا جثث المسلحين التي تم انتشالها وهي كاملة، وقد تأخّر سحب بعض الجثث لوجود أحزمة ناسفة عليها. الإقتحام نجح وتم القضاء على المسلحين على يد القوى الأمنيّة.
توضيح: ليس المقصود هنا النقاش إذا كان النجاح بقتل القوى الأمنية للمسلحين أو إذا قاموا هم بتفجير أنفسهم, انما المقصود لفت النظر الى التركيبة الكاذبة التي قامت بها الوسيلة الإعلامية والواضح ان المقصود هنا الإستخفاف و السخرية من القوى الأمنية اللبنانية بالقول بأنه لو لم يفجر المسلحون أنفسهم لما زالت الأزمة قائمة.

- عند إعلان الهدنة للسماح بقافلة المساعدات بالدخول الى المخيم أصرت الوسائل الإعلامية تلك بأن الجيش اللبناني هو من خرق الهدنة وأطلق النار على القافلة وقد رأينا بالصوت والصورة على الnew tv عبر فراس حاطوم الذي دخل مع القافلة بأنها تعرضت لإطلاق نار من داخل المخيّم وهو ما أكّده المراسل عينه.

- أصرت الوسائل الإعلامية تلك على أن سكان منطقة المنية تعرضوا للنازحين ورفضوا استقبالهم بيد ان الصحيح هو العكس فتحوا مدارسهم وابوابهم لهم و استقبلوهم بترحاب وهو ما أكدته وسائل إعلامية عدة من بينها فراس حاطوم ذاته.

5- تعرّض المواطنون العرب للجيش اللبناني عبر الفضائيات العربية ذاتها وعبر مواقعها على الإنترنت وسخروا منه وطالبوه بالهجوم على اسرائيل عوضاً عن محاصرة نهر البارد، لهؤلاء الخانعين أقول حريٌّ بكم الصمت يا من تقطنون دولاً لها سفارات عند اسرائيل او تأوي كبريات القواعد العسكرية الأميريكية في العالم أو تأوي مراكز لأساطيل البحرية الأميريكيّة وتفتح مكاتب تجاريّة مع اسرائيل. تكلموا على جيوش بلادكم و سياساتها قبل التعرض للجيش اللبناني.


Comments

Popular Posts