التتمة


وصلوا الى مكان الإحتفال, ما هي المناسبة, حتى الآن لا يعلم و بكل الأحوال لم يعد يهم. جُلّ ما يهمه الآن هو ان يستمتع قليلاً بوقته بعد نهار اقل ما يقال عنه خارج عن المألوف. ينظر الى محيطه و يجد بأن المكان قد أعدّ جيداً, الرقيّ و الفخامة تسود الأجواء. تمرّ بقربه سيدة برادئها الجميل وعقدها الالماسيّ البرّاق ويرافقها رجل بكامل اناقته فيشعر اكثر فاكثر بثقل المناسبة, ثم يلتفت الى نفسه ليرى إن كان مظهره مناسباً لهكذا أجواء, لا بأس البدلة التي يرتديها جديدة وانيقة, يقوم بتسوية ربطة عنقه, يفاجأ بانها ربط عنقٍ حريرية و مميزة, ليست تلك التي ارتداها في الصباح من اين أتت؟ لا يهم هذه أنسب. يلتفت الى يمينه و يرى صديقه, يلتفت الى يساره و يرى امرأة شابة ترمقه نظرة ثم تتابع طريقها, يقول لصديقه بأن عينيها جميلتان, يرد صديقه ليس فقط عيناها بل هي امرأة جميلة بالفعل, يومىء له ايجاباً. ثم يقول له صديقه لا تتعب نفسك بالتفكير انها لا تتقبل احد.
يسأله كيف عرفت انني افكر؟ يجاوبه انا اعرفك منذ ايام الثانوية و اعرف جيداً نظرتك عندما تثير اعجابك امرأة, نظرة خاصة قليل ما اراها لكنّي بتُ أعرفها.
_ مش قليل عنّك, من جبلك كمان طوني خليفة يسألك شو رح يصير هالسنة.
_ مش ناطرك جرّب كتير و ما قبلت معو, خيّي ما بحب هالحركات, انا موهبتي تاركها لأصحابي و الناس اللي بحبن, مش موهبة تجارية ولا بدّي نجومية رخيصة.
_ يعني ما قبلت معو؟
_ لأ, بالأخر زهق مني و رجع مشّا حالو مع ميشال حايك
_ ما في مستوى بس أحلى من بلاش مش هيك؟
_ ايه يا عيني عليك. بس شيلنا هلق من الحكي البلا طعمة. ما تفكر فيها.
(يصل شادي)
_ سْأل شادي راح جَرّب يحكيها و ما ردت عليه. مزبوط يا شادي؟
( شادي تمنعه كرامته الذكورية من ان يرد)
_ شو قلتلها يا شادي؟
_ ماشي سلمت عليها و قلتلها ممكن نتعرف؟ ما ردت و فلت.
يتركهما و يتجه نحوها, كانت تقف بالقرب من طاولة وضعت عليها عدة اصناف من الحلويات, و بيدها صحن صغير و عليه بضع قطعٍ صغيرة من الحلوى. يقترب منها ولا ينظر اليها, تلتفت هي نحوه, يشعر بذلك, يتظاهر بأنه حائر بما يختار من الحلويات ينظر صعوداً ثم يميناً ثم يساراً, ثم يلتفت إليها ينظر الى صحنها ويسألها
_ طيبين؟
_ تومىء ايجاباً
يضع في صحنه قليلاً منها ثم يسألها
_ و إذا ما طلعو طيبين؟
تضحك قليلاً و تقول
_ باكلهن انا.
لم تكن لهجتها لبنانية لكن ذلك لم يلفت انتباهه, لقد اعتاد ان يسمع في دبي كثير من اللهجات
_ ييه وَلَوْ بس ما بيصير هيك, اذا ما طلعوا طيبين بدّك تعزميني عفنجان قهوة.
( تنتبه هي الى لهجته تقول بنفسها ولييييييي طلع لبناااني, بس مهضوم)
_ مو مشكلة بس ما رح جبلك فنجان قهوة طيّب.
( يبتسم وينتبه الى لهجتها و يفهم بأنها سوريّة, ثم لا يدري لماذا تتراءى له مشاهد نهار الرابع عشر من اذار التي كان يتابعها مباشرةً و بحماس عبر شاشة تلفازه و يتذكر كيف ردّد بفرح الشعارات التي كانت تقال باللهجة السورية. لكنه شعر بأنها ليست معنية بها, ليس لأنها امرأة جميلة بل لأنها بكل بساطة لا علاقة لها بما حصل ولايشعر بأي غضب تجاهها او تجاه أي شخص عادي مثلها)
يتذوق الحلوى ثم يقول
_ مبلى طيبين, ما غلطت و عرفت مين اسأل. طيّب بما انو في عجقة هون و بما انو انا شكّيت انو يكون قلتيلي طيبين و هنّي مش طيبين, فسمحيلي انا اعزمك عفنجان قهوة هيك كبادرة اعتذار.
_ والله جد؟ وشو اللي برأيك ممكن يخليني إقبل اعتذارك؟
_ انو عازمك عفنجان قهوة طيّب.
تبتسم قليلاً وتقول له "اوكي".
يتجهان معاً نحو الباب الخارجي, و ملامح الغيرة و الدهشة تتراءى على وجه شادي من بعيد, ثم يصلان الى الباب يحاول ان يفتحه لها, لكنه لا يفتح, لا يوجد اي نوع من انواع الأقفال عليه, ثم يسمع صوت جرس, ينظر و يرى رجلاً من وراء الزجاج امامه يقرع الجرس المزعج, ذاك الجرس المزعج عاد ليقرع من جديد... مهلاً انه المنبّه, يستيقظ, يفتح عينيه و يرى بأنه تأخر عشر دقائق على موعد الإستيقاظ, لم يفلح المنبه في ايقاظه من المرة الأولى انطفأ قبل ان يستيقظ, امرٌ جيّد انه مبرمج ليعيد المحاولة بعد عشر دقائق. كان قد امضى يوماً متعباً جداً البارحة و سهر لساعة متأخرة من الليل. ثم تذكر حلمه, غريب لكن جميل, كل هذا حلمه في عشر دقائق, لا ينفك العقل البشري عن اذهاله يوماً بعد يوم. يتمهل قليلاً ثم يفكر, عقله البشري يذهل عقله البشري معادلة مثيرة للإهتمام لكن لا وقت لها لقد تأخر و عليه الإستعداد للذهاب الى العمل.

يستقلّ سيارته و ينطلق الى مكان عمله, يصل الى التقاطع في أخر الجادة, جيّد الأشارة خضراء يتابع ثم يفاجىء بسيارة تتابع طريقها من الجهة اليمنى, ينحرف بسيارته نحو اليسار و يرتطم بالفاصل النصفي.
يخرج من سيارته من الجهة اليمنى ويعتريه قليلٌ من الصدمة و كثيرٌ من الغضب, ينتظر ان يصل سائق السيارة الأخرى نحوه ليصب جام غضبه و سبابه عليه, ينظر جيداً فيرى بأنها سيّدة, يلجم غضبه و يصمت, تسرع هي نحوه وتسأله بلهفة و قلق
_ صرلك شي ؟
لايرد عليها, يخيل اليه بأنه رأها من قبل, أين؟ أهي تلك التي رأها في الحلم؟ لا, لا تشبهها كثيراًً لكن هذه أكثر جمالاً
_ صرلك شي, موجوع بتلفن للإسعاف
_ لا ما تّلفني للإسعاف ما صرلي شي, بس ولو هيك بتعملي فيي؟ ما الإشارة حمرا!
_ والله ما بعرف كيف صار هيك , كنت ماشية و شفت الأشارة خضرا و ما رجعت شفتا, مو فهمانة كيف قلبت حمرا بدون ما شوفا, لا تواخذني, والله ما نمت مبارح منيح و مضغوطين كتير بالشغل و ........
و بعد نصف ساعة قاموا فيها بالإجراءات المناسبة مع السلطات المختصة

_ خليني وصلك أقل شي ممكن اعملو, إنتَ سيارتَك تعطلت
_ لأ خلص ما بدي أخرك
_ لأ ما رح اقبل معك خليني وصلَك
_ طيب انتي وين شغلك؟
_ انا مهندسة كومبيوتر بشتغل بDubai media city
_ أه عال لكان انا عطريقك بس والله خلص ما في داعي.
_ لأ خلص انا بوصلك و هيك بيكون في معي حداً يحكي معي احلى ما ارجع ضيّع تركيزي.
_انا بسوق
_ لأ خلص انا بسوق
_عن شو بدِّك نحكي
_ اللي بدَّك اياه
(يستقلان السيارة)
_ شو هوي نوع الحلويات المفضل عندِك؟
_نعم؟
_ يبتسم, ثم تنطلق السيارة.

Comments

Rania said…
Tab is it real or fantasy, ya3ne would he wake up again???? kinda "la vache qui rit" mise en abyme... interesting

you knon what, from my experience here in Dubai, i think syrian people are more sensitive and defensive towards lebanese. maybe they''re right, but i think they are not. Í like syrian people and i will always do, whatsoever
me said…
As u noticed the second one he woke up 3anjad but still u can never be 100% sure.
Anyway and supposing that he really woke up it is still the reality of the character only i don't know what is happening in the real scene and thanks for shedding a little bit of light on it.
I wanted to talk about the lebanese people syrian people intercation, because as u know a lot of lebanese newspapers accused lebanese of racism against syrians which i didn't find so true, and ur experience is a good proof.
Layal K said…
just a small and very question makhasso be your point of racism -which is interesting by the way- bas i'm curious

it was a dream because:
1. finding a nice guy with a nice pickup line only exists in dreams

2. finding a pretty arabic woman who's not that arrogant and might laugh to a stranger and actually talk to him only exists in dreams

1 or 2?!
Krys said…
I have lots of syrian friends here in Paris, before I came here never had a syrian friend and have to admit that at first I was a bit racist but when I got to know them (actually they did the step towards me) I was ashamed of my way of thinking & I understood that the syrian people have nothing to do with the syrian regiment...one should make the difference between one country's politics and people.

nights, pretty arabic woman are not that arrogant & they do not laugh at a stranger...the thing is that u have to know how to approach her..."definitely not by saying: fina net3araf"!!! ewwwwwwww so boring... :)
Layal K said…
ohhh...so krys thinks that option #1 is the correct one like i do :)

i don't need to know how to approach a woman...and i know arabic women are not arrogant (i am an arabic woman), I was just wondering about others' opinions..
Krys said…
lol sorry nights, I thought u were a man :P
Layal K said…
hehehe don't worry...I would respond the same way if a man said this..
aslan men DO think women are arrogant :)
me said…
Nights, about the nice pick up line thing, i'm the one who invented this dialogue and the last time i checked i was alive!!!!:P
ok now seriously, nice men with nice pickup lines do exist, and men do not think that women are arrogant ur generalizing too much.:)

Ur second point, i think saying "arabic woman" is again too general,it depends on the country on the community on the mentality on personal choices, women of a same city can have a lot of differences.

Krys: what u had was not racism otherwise you wouldn't have accepted them in that natural and easy way. There are a lot of ( ur favorite word ;) ) clichés on both sides, that's the reality nothing more than that.

Popular Posts